ADVERTISEMENT


يتم الان فحص رابطك

خدمة Google Stadia من الخروج من النفق المظلم خلال 2020؟


يوماً ما خدمات اللعب السحابي سوف تكون أحد الركائز الأساسية في عالم صناعة الألعاب لأن هذه الخدمات كفكرة تقدم حلول منطقية وعملية لكثير من المستخدمين ولكن على الأقل في الوقت الحالي مازالت خدمات اللعب السحابي تعاني بشكل كبير جداً بسبب ضعف الامكانيات وبالتحديد سرعات الإنترنت.
لكن عندما تم الإعلان عن خدمة Google Stadia لأول مرة وهي خدمة اللعب السحابي المقدمة من شركة Google تحمس الكثير لها وذهب البعض بخياله وقال أن هذه الخدمة سوف تقضي على فكرة المنصات المنزلية أو الأجهزة الشخصية المخصصة للألعاب.

الكثير كان يراهن على خدمة Google Stadia بسبب الشركة التي تقدم الخدمة نفسها، فنحن هنا نتحدث عن عملاق يمتلك جزء كبير من شبكة الإنترنت ويمتلك خوادم عملاقة تستطيع القيام بخدمة البث بشكل سلس وبدون أي مشاكل.



أيضاً الحملة الدعائية الكبيرة جداً التي حظت بها الخدمة ساعدت على رفع سقف التوقعات عند اللاعبين حيث قال المسئولين عن الخدمة أنها سوف تضم مجموعة من أحدث الألعاب وسوف يمكنك التمتع بتجربة اللعب على أي جهاز ذكي سواء تلفاز أو هاتف وبالطبع حاسب شخصي.

ولكن جاء شهر نوفمبر الماضي وتم إصدار الخدمة داخل عدد من البلدان حول العالم وها نحن ذا في عام 2020 ومن الواضح أن الوحش المرعب الذي كان تخاف منه باقي الشركات قد تم ترويضه بشكل كبير وتحول إلى مجرد ظل لا خوف منه على الأقل في الوقت الحالي.

“السؤال الذي يطرح نفسه الأن هل تستمر على الأوضاع كما هي وتستمر الخدمة في السقوط، أم ينهض الوحش من وسط الحطام ويعيد الأمور إلى نصابها؟”
في الحقيقة لكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نتناقش أولاً في أسباب التخبط الموجود ونتناقش أيضاً في خطوات Google نفسها تجاه الخدمة حتى يمكننا نتوقع مستقبلها، وهذا هو ما سنحاول الوصول إليه في السطور القادمة.

أين الألعاب؟
خدمات اللعب السحابي تدور فكرتها حول تقديم مجموعة كبيرة من الألعاب بحيث تكون هذه الألعاب قابلة للعب على أي جهاز أي كانت إمكانياته عبر بث الصورة من جهاز خارق تمتلكه هذه الخدمة.

بكل بساطة لكي تنجح أي خدمة لعب سحابي فهي تحتاج مكتبة ألعاب ضخمة جداً لكي تغري اللاعبين فبكل تأكيد لن تشترك في خدمة وتدفع الأموال بشكل دوري ومستمر وبعد ذلك تجد مكتبة اللعبة خاوية.

لنأخذ مثال على شبكة Netflix، تخيل أنك تقوم بالاشتراك في الخدمة وبعد ذلك لا تجد فيها أفلام أو مسلسلات لتشاهدها بكل بساطة سوف تلغي الاشتراك من الخدمة.

Google Stadia Cloud Gaming

هذا هو ما يحدث مع خدمة Google Stadia حتى الأن حيث توفر الخدمة مجموعة صغيرة جداً من الألعاب، فحتى الأن تم الإعلان عن 49 عنوان فقط للخدمة وتم وضع 24 عنوان فقط منهم على الخدمة وباقي الألعاب بعضها تم الإعلان عن موعد إتاحته والبعض الأخر لم يتحدد موعد إصداره بشكل دقيق.

بالطبع هذه الكمية من الألعاب غير كافية على الإطلاق خصوصاً وإنها لن تغطي جميع فئات الألعاب الموجودة بل ويوجد فيها بعض الالعاب التي لم تكن جيدة أصلاً أو بعض الالعاب التي لم تعجب سوى فئة خاصة جداً من اللاعبين.

حتى الأن أعلن المسئولين عن الخدمة أنه سوف يتم توفير حوالي 120 عنوان على الخدمة مع انتهاء عام 2020، ولكن نحن الأن على وشك انتهاء الربع الأول مع عام 2020 والحصيلة الكلية غير مبشرة بالخير على الإطلاق خصوصاً وأن خدمات اللعب السحابي ليست أمر جديد أو مستحدث وتوجد خدمة PlayStation Now التي تقدم مكتبة ضخمة جداً لا يمكن مقارنتها أصلاً بمكتبة Google Stadia الفقيرة.

مشاكل الألعاب المتوافرة.
للأسف الألعاب الموجودة على الخدمة تعاني بشكل كبير جداً ويوجد بها الكثير من المشاكل الغير مبررة والتي تختلف من لعبة إلى لعبة أخرى، فمثلاً عنوان Borderlands 3 عندما تم إصداره على الخدمة لأول مرة تم إصدار نسخة قديمة من اللعبة في حين أنه كان يوجد نسخة أحدث متاحة على باقي المنصات تحتوي على الكثير من التحسينات و الإضافات.

أنا لست خبير في مجال صناعة الألعاب من الناحية التقنية ولكني لا أجد أي سبب منطقي يجعل القائمين على الخدمة يضيفوا نسخة غير محدثة من اللعبة وكأن هذا الأمر معضلة كبيرة.

google stadia connect gamescom 2019

المشاكل المستفزة والغير منطقية لم تتوقف عند هذا الحد وهذه المرة لاحظنا مشكلة كبيرة جداً تتعلق بالتسعير الخاص بالألعاب على الخدمة حيث أن أسعار بعض الألعاب على الخدمة أغلى من أسعارها على باقي المنصات.

فمثلاً خلال الشهر الجاري تم إصدار لعبة Monster Energy Supercross 3 على خدمة Google Stadia ولكن لاحظ الكثير أن ثمن اللعبة 60 دولار وثمنها على باقي المنصات 50 دولار أي يوجد فارق 10 دولارات كاملة.

للأسف الفارق في السعر لا يقدم أي محتوى إضافي أو مميزات بالمقارنة مع النسخ الخاصة بباقي المنصات وهنا الأمر لا يحتاج أي خبير في عالم الالعاب أصلاً ويوضح التخبط الذي تعاني منه الخدمة.

هذه اللعبة لم تكن العنوان الوحيد الذي تم تسعيره بسعر أعلى من باقي النسخ فمثلاً لعبة Final Fantasy XV سعرها على خدمة Google Stadia 40 دولار بينما سعر اللعبة على متجر Steam 35 دولار.

Google Stadia

الأمر مضحك قليلاً فبدلاً من أن تقوم الخدمة ببعض التخفيضات والعروض على العناوين لكي تجذب اللاعبين تقوم بتسعير مبالغ فيه دون أي أسباب ونسترجع هنا أزمة PlayStation 5 حيث تعاني شركة Sony من تسعير الجهاز بسبب تكلفة التصنيع المرتفعة ونجد أيضاً أن شركة Sony في بعض الأحيان تضع هامش ربح ضعيف جداً لكي تضمن انتشار الجهاز ووصوله لأكبر عدد من اللاعبين.

أين باقي المميزات؟
عندما تم الإعلان عن خدمة Google Stadia تم الإعلان عن مجموعة كبيرة من المميزات الأخرى مثل دقة عرض الـ 4K مع 60 إطار في الثانية والعديد من المميزات الأخرى.

لكن للأسف حتى الأن لم تقدم الخدمة أي من هذه المميزات وكأن الخدمة كانت تحتاج إلى المزيد من الوقت، ولكنى استشعر الكسل الشديد من القائمين على الخدمة واعتمادهم على إسم الشركة الكبير والحملة الدعائية الضخمة التي قاموا بها قبل إصدار الخدمة.

تعرف على مواصفات وكيفية استخدام منصة STADIA الجديدة من جوجل

الخدمة حتى لم تقدم أبسط الوعود مثل إمكانية اللعب من خلال أي هاتف ذكي حيث تم الإعلان عن عدد محدود جداً من الهواتف الذكية التي يمكن تشغيل الخدمة من خلالها.

مؤخراً تم إضافة بعض الهواتف الذكية من شركة Samsung التي يمكنها تشغيل الخدمة ولكن في المجمل الأرقام مازالت ضعيفة جداً بالمقارنة مع خدمات أخرى مثل خدمة GeForce التي يمكنك استخدامها من خلال أي هاتف ذكي.

سياسة Google في التعامل مع المشاريع الجديدة.
للأسف شركة Google تتبع سياسة مقلقة جداً في التعامل مع الخدمات أو المشاريع الجديدة الخاصة بها حيث تقدم مجموعة من الخدمات الجديدة مع حملات دعائية جيدة.

بعد ذلك الخدمات التي تنجح تقوم بتطويرها والاستمرار فيها والمشاريع التي تفشل تتركها للأبد وتقوم بالتخلي عنها، والمقصود بالنجاح والفشل هنا مدى انتشار الخدمة واستخدامها وليس جودتها.

فقد تقدم الخدمة العديد من الجوانب الإيجابية والمفيدة بالفعل ولكنها لم تحقق الانتشار المطلوب فتقوم شركة Google بالتخلي عن الخدمة بشكل كامل بدلاً من محاولة تطويرها أو زيادة انتشارها.

مستقبل مظلم في 2020.
بكل تأكيد خدمة Google Stadia تعاني بشكل كبير جداً وشخصياً أرى أن الخدمة تعاني بهذا الشكل بسبب سياسات الشركة نفسها وليس بسبب منافسة أو أسباب خارجة عن مالكي الخدمة.

على العكس تماماً يرى المسئولين عن خدمة Google Stadia أن السبب في هذه المشاكل وخصوصاً قلة العناوين مطورين الألعاب أنفسهم، وهذا التصريح للأسف يؤكد أن الخدمة تدخل نفق مظلم مجهول المصير فبدلاً من الاعتراف بمشاكل الخدمة والبدء في معالجتها تلقي الخدمة بجميع المشاكل على المطورين أنفسهم.

Google Stadia Cloud Gaming

حتى إذا كان المطورين غير مهتمين بالخدمة فهذا الأمر في المقام الأول مسئولية Google Stadia نفسها التي يجب عليها التواصل مع المطورين وتقديم عروض قوية ويجب أيضاً على الخدمة تقديم منصة سهلة التعامل لا تكلف المطور وقت طويل أو تعقيدات لإتاحة اللعبة على الخدمة.

شخصياً أتمنى المزيد من الاستقرار والاستمرار لخدمة Google Stadia، النقد وحده أو الكره لا ينفع على الإطلاق ونحن كلاعبين سوف نستفاد بشكل كبير جداً من أي خدمة ترفع المنافسة في مجال صناعة الألعاب ولكن من الواضح أن خطوات Google Stadia غير ثابتة وعشوائية بشكل كبير.

شاركنا رأيك عزيزي القارئ في مستقبل خدمة Google Stadia، هل ترى أن الخدمة سوف تنهار مع مرور الوقت أم تتوقع تحسينات كبيرة يتم تقديمها للخدمة خلال عام 2020؟
V-Station
V-Station
تعليقات